May 23, 2013

هل كون الإنسان وُلِدَ مسلمًا يبقى مسلم! و المسيحي يبقى مسيحي و البوذي يبقى بوذي! إلخ... ؟ و هل تعتقدين أنكِ إذا وُلِدتِ على سبيل المثال من أم و أب مسيحيّن ستعتنقين الإسلام كوني صادقة في إجابتك أرجوكِ !؟

هناك أربعة مواثيق فرضها الله سبحانه في هذا الكون كي لايكون لأحد حجة يوم القيامة

الميثاق الأول: 
وهو الذي أخذه عليهم(جميع الخلق إلى يوم القيامة)حين أخرجهم من ظهر أبيهم آدم عليه السلام، 
قال تعـالى في كتابة الكريم:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}[لأعراف:172]
وهذا الميثاق أخذه الله على بني آدم حين استخرجهم من ظهر أبيهم آدم ـ عليه السلام ـ فنثرهم بين يَديهِ كالذرِ،فسألَهُمُ سُؤالاً تقريرياً،قال لهم ألستُ بربكم ؟ فأجابُوهُ جميعاً بقولِهِم(بلى شهدنا)أي شهدنا بذلك،أو شَهِدَ اللهُ عليهِم بذلك وأشهَدَ عليهِم ملائكَتُهُ، 
أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غفلين.
وروى الإمَامُ ابنُ الجوزي ـ رحمه الله-عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما؛أن النبيَ صلى الله عليه وسلم قال: 
(أخَذَ اللهُ عزوجل الميثَاقَ مِن ظَهرِ آدمَ بِنَعمَان ـ يعني عرفة ـ فأخْرَجَ مِن صُلبِهِ كُلَّ ذُرِّيَةٍ ذَرَأهَا ، فَنَثَرَهُم بينَ يَديهِ كَالذَّرِ،ثُمَ كَلَّمَهُم قِبَلاً؛قال:أليستُ بِرَبِكُمْ ؟ قالوا بلى شهدنا)رواه الإمام أحمد. 

الثاني:
ميثاق الفطرةِ فالإنسان مفطورٌ على التوحيدِ حُبِّ العِبَادَةِ،فقد فَطَرَهُم اللهُ سبحانه وتعالى شاهدين على أنفسهم بما أخذ عليهم من الميثاق الأول،قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا }[الروم 030]
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال:قال رسول اله صلى الله عليه وسلم:(كُلُ مولودٍ ُيولَدُ على الفطرةِ فأبَوَاهُ يُهودَانهِ، أو يُنصِرَانهِ ، أويُمَجِسَانهِ،كما تَولِدُ البَهِيمَةُ جمعاء هل تُحِسُونَ فيها من جدعاء).والمعنى ـ والله أعلم ـ أن الإنسانَ يُولَدُ مفطورٌ على التوحيدِ وحُبَّ العِبَادةِ،فيأتي الأبوانِ ومَن في حُكمِهِم مِمَن يتعلمُ الطفلُ مِنهُم فيغيرون هذه الفطرةِ وهذا التوجهُ السليمُ إلى مايشاءون ويعتقدون،مِثْلَهُ في ذلِكَ مِثْلُ البهيمَةِ التي تُولَدُ كاملةَ الأعضاء مجتمةِ الخِلْقَةُ ليسَ فيها جَدْعٌ ولاوسمٌ،فيأتي صَاحِبُها فيتصرفُ فيها فيَجْدَعُ أذُنُها ويَسِمُهَا ويُغيرُ خلقَ اللهِ عزوجل فيها.فيكونُ حالُ ذلكَ الإنسانُ كَحَالِ تِلكَ البهيمَةُ.

الثالث:
هو إرسال الرسل وإنزال الكتب قال تعالى:{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}[النساء:165]
فالحجةُ قائمةٌ على بني آدم بإرسال الرسل الذين يذكرونهم بالميثاق الأول، وقد أيد الله الرسل عليهم الصلاة والسلام بالبراهينِ القاطعةُ والحُجَجِ الدامغةُ التي تدلُ على صدقِهِم،من إنزال الكتب وإظهار المعجزات على أيدِيهِم.


الرابع: ميثاقٌ خاصٌ بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}[الأحزاب:7]
ومع أن الله عزوجل أخذ على عباده هذه المواثيق إلا أنَّهم قد أخلوا بِها فمستقلٌ ومستكثر،منهم من أخل بتلك المواثيق كُلُها كالكفار،ومنهم من أخل ببعضها كعصاة المسلمين،ولاسيما ميثاق الفطرة الذي قد أخل به أكثر المسلمين كحلق اللحية وإطالة الشوارب والأظافر وغيرها من سنن الفطرة التي 
وردت السنة بمراعاتها.


------

أشهد أن لا إلـــــــــه إلا الله ،، و أشهــد أن محمــــداً رسول الله 

No comments:

Post a Comment